كل ما تود معرفته عن فيروس نيباه.. كيف ينتقل والاعراض وطرق العلاج

بواسطه هند جمال الاحد , 31 يناير 2021 ,8:32 ص

كل ما تود معرفته عن فيروس نيباه.. كيف ينتقل والاعراض وطرق العلاج


فيروس نيباه (NiV) هو فيروس حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوانات إلى البشر) ويمكن أيضًا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس، ويتسبب للأشخاص المصابين، في مجموعة من الأمراض من العدوى غير المصحوبة بأعراض إكلينيكية، إلى أمراض الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.

ويمكن لفيروس نيباه أيضًا أن يصيب الحيوانات مثل الخنازير بمرض خطير، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين، وعلى الرغم من أنه تسجيل عدد قليل من حالات تفشي المرض المعروفة في آسيا حتى الآن، إلا أنه يصيب مجموعة واسعة من الحيوانات، ويسبب أمراضًا خطيرة وموتًا للبشر، مما يجعله مصدر قلق للصحة العامة.

تفشي المرض في الماضي:

* تم التعرف على فيروس نيباه لأول مرة في عام 1999 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ماليزيا، ولم يتم الإبلاغ عن حالات تفشي جديدة هناك منذ ذلك الحين.

* تم الاعتراف به في بنجلاديش في عام 2001، وحدثت فاشيات سنوية تقريبًا في ذلك البلد منذ ذلك الحين، كما تم التعرف على المرض بشكل دوري في شرق الهند.

وقد يكون هناك مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة بالفيروس، حيث تم العثور على دليل على هذا الوباء في المستودعات الطبيعية المعروفة (أنواع خفافيش Pteropus) والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى في عدد من البلدان، بما في ذلك كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.

طرق انتقال فيروس نيباه:

خلال أول انتشار معترف به في ماليزيا، والذي أصاب سنغافورة أيضًا، نتجت معظم الإصابات البشرية عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو أنسجتها الملوثة، ويُعتقد أن الانتقال قد حدث عن طريق التعرض غير المحمي لإفرازات الخنازير، أو الاتصال غير المحمي بأنسجة حيوان مريض.

وفي الإصابات اللاحقة في بنجلاديش والهند، كان استهلاك الفاكهة أو منتجاتها (مثل عصير النخيل الخام) الملوثة بالبول أو اللعاب من خفافيش الفاكهة المصابة هو المصدر الأكثر احتمالاً للعدوى.

ولا توجد حاليًا دراسات حول الثبات الفيروسي في سوائل الجسم أو البيئة بما في ذلك الفاكهة، كما تم الإبلاغ عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر بين أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية للمرضى المصابين.

وخلال الإصابات اللاحقة في بنجلاديش والهند، انتشر فيروس نيباه مباشرة من إنسان إلى آخر، من خلال الاتصال الوثيق بإفرازات البشر في سيليجوري، الهند في عام 2001، وتم الإبلاغ أيضًا عن انتقال الفيروس داخل بيئة الرعاية الصحية، حيث حدثت 75٪ من الحالات بين موظفي المستشفى أو الزوار، من عام 2001 إلى عام 2008، وكان حوالي نصف الحالات المبلغ عنها في بنجلاديش بسبب انتقال العدوى من إنسان لآخر من خلال توفير الرعاية للمرضى المصابين.

علامات وأعراض الإصابة بفيروس نيباه:

تتراوح العدوى البشرية من العدوى بدون أعراض إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة (خفيفة وشديدة) والتهاب الدماغ القاتل.

ويصاب الأشخاص في البداية بأعراض تشمل الحمى والصداع وآلام العضلات والقيء والتهاب الحلق، ويمكن أن يتبع ذلك دوار، خمول، تغير في الوعي، وعلامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد.

ويمكن أن يعاني بعض الأشخاص أيضًا من الالتهاب الرئوي غير النمطي ومشاكل تنفسية حادة، بما في ذلك الضائقة التنفسية الحادة، ويحدث التهاب الدماغ والنوبات المرضية في الحالات الشديدة، وتتطور إلى غيبوبة في غضون 24 إلى 48 ساعة.

ويُعتقد أن فترة الحضانة (الفترة الممتدة من الإصابة إلى ظهور الأعراض) تتراوح من 4 إلى 14 يومًا، ومع ذلك، تم الإبلاغ عن فترة حضانة للمرض تصل إلى 45 يومًا.

ويتعافى معظم الأشخاص الذين ينجون من التهاب الدماغ الحاد تمامًا، ولكن تم الإبلاغ عن حالات عصبية طويلة الأمد لدى الناجين، فما يقرب من 20٪ من المرضى يعانون من عواقب عصبية متبقية مثل اضطراب النوبات وتغيرات الشخصية، بينما ينتكس عدد قليل من الأشخاص الذين يتعافون لاحقًا أو يصابون بالتهاب الدماغ المتأخر.

ويقدر معدل إماتة الحالات بحوالي 40٪ إلى 75٪، ويمكن أن يختلف هذا المعدل حسب تفشيه اعتمادًا على القدرات المحلية للمراقبة الوبائية والإدارة السريرية.

تشخيص فيروس نيباه:

العلامات والأعراض الأولية لعدوى فيروس نيباه غير محددة، وغالبًا لا يُشتبه في التشخيص في وقت التقديم، ويمكن أن يعيق هذا التشخيص الدقيق ويخلق تحديات في الكشف عن تفشي المرض، واتخاذ تدابير فعالة في الوقت المناسب لمكافحة العدوى، وأنشطة الاستجابة لتفشيه، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر جودة وكمية ونوع وتوقيت جمع العينات السريرية والوقت اللازم لنقل العينات إلى المختبر على دقة النتائج.

ويمكن تشخيص عدوى فيروس نيباه من خلال التاريخ السريري خلال المرحلة الحادة والنقاهة من المرض، والاختبارات الرئيسية المستخدمة هي تفاعل البلمرة المتسلسل في الوقت الحقيقي (RT-PCR) من سوائل الجسم واكتشاف الأجسام المضادة عن طريق مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA)، وتشمل الاختبارات الأخرى المستخدمة اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وعزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.

علاج فيروس نيباه

لا توجد حاليًا أدوية أو لقاحات محددة لعدوى فيروس نيباه، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية قد حددته كمرض ذي أولوية لمخطط منظمة الصحة العالمية للبحث والتطوير، ويوصى بالرعاية الداعمة المركزة لعلاج المضاعفات التنفسية والعصبية الشديدة.

المضيف الطبيعي: خفافيش الفاكهة

تعد خفافيش الفاكهة من عائلة Pteropodidae وخاصة الأنواع التي تنتمي إلى جنس Pteropus المضيف الطبيعي لفيروس Nipah. 

ومن المفترض أن التوزيع الجغرافي لفيروسات Henipavirus يتداخل مع التوزيع الجغرافي لفئة Pteropus، وقد تم تعزيز هذه الفرضية بدليل الإصابة بفيروس Henipavirus في خفافيش Pteropus من استراليا وبنجلاديش وكمبوديا والصين والهند وإندونيسيا ومدغشقر وماليزيا وبابوا غينيا الجديدة وتايلاند وتيمور الشرقية.

وقد تم العثور على خفافيش الفاكهة الأفريقية من جنس Eidolon، عائلة Pteropodidae، إيجابية للأجسام المضادة ضد فيروسات Nipah وHendra، مما يشير إلى أن هذه الفيروسات قد تكون موجودة ضمن التوزيع الجغرافي لخفافيش Pteropodidae في إفريقيا.

فيروس نيباه في الحيوانات الأليفة:

تم الإبلاغ عن تفشي فيروس نيباه في الخنازير، والحيوانات الأليفة الأخرى مثل الخيول والماعز والأغنام والقطط والكلاب، لأول مرة خلال تفشي المرض في ماليزيا في عام 1999، ويعتبر الفيروس شديد العدوى في الخنازير، والتي تعد معدية خلال فترة الحضانة التي تستمر من 4 إلى 14 يومًا.

ولا تظهر أية أعراض على الخنزير المصاب، ولكن يصاب البعض بمرض حمى حاد، وصعوبة في التنفس، وأعراض عصبية مثل الارتعاش وتشنجات العضلات، وبشكل عام فإن معدل الوفيات منخفض باستثناء الخنازير الصغيرة، ولا تختلف هذه الأعراض بشكل كبير عن غيرها من أمراض الجهاز التنفسي والعصبية للخنازير، يجب الاشتباه في فيروس نيباه إذا كان لدى الخنازير أيضًا سعال نباح غير عادي أو إذا كانت هناك حالات إصابة بشرية بالتهاب الدماغ.

الوقاية من فيروس نيباه:

مكافحة فيروس نيباه في الخنازير

حاليا، لا توجد لقاحات متاحة ضد فيروس نيباه، بناءً على الخبرة المكتسبة أثناء تفشي المرض في مزارع الخنازير في عام 1999، وقد يكون التنظيف الروتيني والشامل وتعقيم مزارع الخنازير بالمنظفات المناسبة فعالاً في منع العدوى.

وفي حالة الاشتباه في تفشي المرض، يجب وضع الحيوان في الحجر الصحي على الفور، وقد يكون التخلص من الحيوانات المصابة مع الإشراف الدقيق على دفن الجثث أو حرقها ضروريًا لتقليل مخاطر انتقال العدوى إلى البشر، ويمكن أن يؤدي تقييد أو حظر حركة الحيوانات من المزارع المصابة إلى مناطق أخرى إلى تقليل انتشار المرض.

ونظرًا لأن تفشي فيروس نيباه شمل الخنازير أو خفافيش الفاكهة، فإن إنشاء نظام مراقبة صحة الحيوان/ الحياة البرية، باستخدام نهج One Health، للكشف عن حالات Nipah أمر ضروري في توفير الإنذار المبكر لسلطات الصحة العامة البيطرية والبشرية.

تقليل مخاطر الإصابة بالعدوى عند الأشخاص:

في حالة عدم وجود لقاح، فإن الطريقة الوحيدة لتقليل أو منع العدوى لدى الناس، هي من خلال زيادة الوعي بعوامل الخطر وتثقيف الناس حول التدابير التي يمكنهم اتخاذها لتقليل التعرض لفيروس نيباه.

ويجب أن تركز الرسائل التثقيفية للصحة العامة على:

تقليل مخاطر انتقال العدوى من الخفافيش إلى الإنسان:

يجب ارتداء القفازات والملابس الواقية الأخرى أثناء التعامل مع الحيوانات المريضة أو أنسجتها وأثناء إجراءات الذبح والإعدام بقدر الإمكان، ويجب على الناس تجنب ملامسة الخنازير المصابة في المناطق الموبوءة، عند إنشاء مزارع خنازير جديدة، ويجب مراعاة وجود خفافيش الفاكهة في المنطقة وبشكل عام، ويجب حماية علف الخنازير وحظائر الخنازير من الخفافيش عندما يكون ذلك ممكنًا.

تقليل مخاطر انتقال العدوى من إنسان لآخر:

* يجب تجنب الاتصال الجسدي غير المحمي مع الأشخاص المصابين بفيروس نيباه، كما يجب غسل اليدين بانتظام بعد رعاية المرضى أو زيارتهم.

* السيطرة على العدوى في أماكن الرعاية الصحية.

* يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعتنون بالمرضى المصابين بعدوى مشتبه بها أو مؤكدة، أو يتعاملون مع عينات منهم، وتنفيذ الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى في جميع الأوقات.

 

موضوعات متعلقة:

مفاجأة ظهور فيروس نيباه من قبل معلومات لا تعرفها

فيروس نيباه في الصين قد يكون الوباء التالي مع معدل وفيات يصل إلى 75 في المائة


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك